الختان هو :عملية ختن قلفة الذكر أي إزالته،و في العهد القديم أمر سيدنا إبراهيم “عليه السلام” بالختان فختن أولاده و أوصاهم عليه، وعليه منذ ذلك الحين و المسلمون يقومون بما أمرهم الله عز و جل.
فالختان يختلف من بلد لأخر ومن ديانة لأخرى، و لكن الطهاة بالجزائر لها نكهتها الخاصة لتنوع العادات و التقاليد من منطقة لأخرى، ولكن أغلبها متشابهة.
فالختان من الأحسن أن يكون خلال الأسبوع الأول للطفل لأنه بهذه الفترة جهازه العصبي لا يزال لا يستوعب الألم جيدا،وعليه الطفل لن يتألم كثيرا و يشفى سريعا، ولكن أغلب العائلات الجزائرية يطيلون هذه العملية خوفا على الطفل.
و في موضوعنا هذا سنتكلم عن عادات الطهارة أو الختان بالجزائر و خاصة الشرق الجزائري:
عندما تنجب الأم ولدا الشيء الثاني الذي تفكر فيه بعد الإسم هو الختان،أي فرحتها بإبنها، ولهذا ختان الطفل عند الأسر الجزائرية يعد أمرا هاما جدا،وعليه للتحضير لهذا الإحتفال نمر بعدة مراحل منها:
تحضير البيت:فالأم تقوم بتنظيف و تهيئة البيت سواء لوحدها أو بمساعدة الأقارب،من خلال شراء أواني جديدة للوليمة التي ستحضرها، كذلك مفروشات لتزيين البيت،حتى أنه في الوقت الحالي بعض الأسر تلجأ إلى قاعات الإحتفال.
كذلك شراء اللباس التقليدي للطفل و الذي عادة يتكون من سروال،قميص، القطعة العلوية المصنوعة من القطيفة و الفتلة أو المجبود ،الحذاء والطربوش.
تحضير الحلويات: الأم تحضر أنواع متعددة من الحلويات لتقديمها مع القهوة و الشاي لضيوفها،كما أنها تقوم بشراء الحلويات و المكسرات لتزين بها المائدة يوم الحناء.
يوم الحناء: في هذا اليوم تعزم الأم و الأب الأقارب و الأحباب لحضور مأدبة عشاء،تعد فيها الأم مأكولات متنوعة مثل:شربة فريك،الكسكس، كفتة،طاجين و السلطة (كل منطقة و تقاليدها).و في السهرة تقوم الأم بتحضير لوازم الحناء و توضع في على كفوف يد الطفل و على رجليه،ويقوم المدعويين بتقديم النقود للطفل و تدوى زغاريد النسوة في أنحاء البيت مع غناء ورقص البعض منهن، و أخيرا تقوم الأم بتوزيع القشقشة (حلويات و مكسرات) على ضيوفها قبل رحيلهم.
يوم الختان:أما في هذا اليوم فالأم تقوم بتحضير إبنها نفسيا و جسديا من خلال تزيينه باللباس التقليدي، ثم يأخذ للطبيب أو المختص في موكب كبير بحضور الأب ، الجد ،الجدة،الأم وبعض الأقارب المقربين،وعند إنتهاء العملية يستقبل الطفل في البيت بالزغاريد و البارود.
و في الغداء تقوم الأم أو الجدة بتحضير الشخشوخة لضيوفها، و في المساء تقدم لهم القهوة و الشاي مع الحلوى معبرين عن فرحتهم بهذا اليوم.أما الطفل فينسى كل آلامه بمجرد رأية كل الهدايا و الألعاب التي قدمت له.