يحيي العالم في الرابع من شهر فيفري من كل سنة اليوم العالمي لمكافحة السرطان،و هذه فرصة للتحدث عن سرطان الثدي،الذي يمثل السرطان الأكثر شيوعا عند النساء (واحدة من عشر نساء تصاب بهذا المرض الخطير).
في كل عام يتم تسجيل 7500 حالة إصابة بسرطان الثدي في الجزائر مع حوالي 3500 حالة وفاة بسبب تشخيص المرض في وقت متأخر مما يعني أنها مشكلة صحية عامة،و لهذا السبب ظهر مؤخرا في كل المستشفيات و عند الأطباء المتخصصين أيضا حملات للتشخيص المبكر للمرض للوقاية منه و علاجه في وقت مبكر.
ماهو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي ورم خبيث ينمو في خلايا الثدي،و كلمة “خبيث”(maligne) تعني أن الورم يمكن أن ينتشر(métastase) إلى أجزاء أخرى من الجسم.
أحيانا تخضع خلايا الثدي إلى تغيرات تؤدي إلى نمو غير طبيعي،و هذه التغييرات قد تسبب إلتهابات حميدة (bénignes) للثدي كما يمكن أن تتسبب في تشكيل أورام حميدة،بما في ذلك الأورام الحليمية.
الأمراض و الأورام الحميدة ليست سرطانية و لكن في بعض الحالات قد تتعرض الخلايا ببعض التغيرات التي قد تجعلها سرطانية.
يتطور سرطان الثدي في معظم الحالات في خلايا القنوات أو الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة و يسمى هذا النوع من سرطان الثدي “سرطان الأقنية”(carcinome canalaire)،و قد يتشكل أيضا في الغدد المنتجة للحليب من علاماته تغير في شكل الثدي،ظهور كتلة في الثدي،خروج سائل من الحلمة أو ظهور بقعة حمراء ذات قشور.
أما في حالة إنتشار المرض في الجسم تظهر الأعراض التالية:ألم في العظام،إنتفاخ في الغدد الليمفية،ضيق في التنفس أو إصفرار في الجلد.و النساء هن الأكثر عرضة من الرجال.
كما أنه قد يكون وراثي بنسبة5إلى10%من الحالات الوراثية.
ينقسم سرطان الثدي إلى نوعين حسب الخلايا المصابة:
عند الإصابة في قنوات الحليب يسمى Ductal Carcinomas
عند الإصابة في غدد الحليب يسمى Lobular Carcinomas
يتم تشخيص المرض عن طريق أخذ خزعة من الكتلة الموجودة على الثدي لفحصها،بعد ذلك تجرى عدة فحوصات لمعرفة ما إذا المرض قد إنتشر ثم يحدد نوع العلاج الملائم.
هناك عدد من الطرق لعلاج الأشخاص المصابين بسرطان الثدي مثل المعالجة الكيميائية،العلاج الهرموني،العلاج الموجه، إجراء عملية المعالجة بالأشعة تتضمن إبقاء الثديين أو إستئصالهما حسب الحالة.
الوقاية منه:
نمط حياة صحي:يمكن للنساء أن يحافظن على صحتهم من خلال المحافظة على وزن صحي،تقليل شرب الكحول،ممارسة الرياضة،إرضاع الأطفال طبيعيا.
و قد تنعكس ممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي السريع على جميع الفئات العمرية بما في ذلك النساء بعد سن اليأس، كذلك الأحماض الدهنية غير المشبعة أو أوميغا 3(Omega) تقلل من إحتمالية الإصابة به.
الحمل:إن سرطان الثدي الذي يحدث خلال فترة الحمل يكون بنفس معدل حدوث سرطانات الثدي لدى النساء غير الحوامل،ثم يصبح سرطان الثدي أكثر شيوعا بعد ال5 أو 10 سنوات التي تلي الحمل،و يعرف بسرطان الثدي” ما بعد الولادة” و يكون لديه أسوء النتائج بما في ذلك زيادة إحتمالية إنتشاره في أماكن أخرى من الجسم وزيادة معدلات الوفيات.
التشخيص عند المرأة الحامل صعب و يرجع ذلك للتأثير الهرموني الذي تتعرض له المرأة الحامل أثناء حملها.
العلاج عموما هو نفسه،مع ذلك يجب تجنب الإشعاع خلال فترة الحمل،خاصة إذا كانت كمية الإشعاع تصل الجنين،و في بعض الحالات يتم تأجيل العلاج إلى ما بعد الولادة،و قد تتم الولادة في وقت مبكر لتسريع البدء بالعلاج.
كما تعتبر الجراحة آمنة أثناء الحمل.
الهرمونات:
منع الحمل:بالنسبة للناجيات من سرطان الثدي ينبغي عليهن إستخدام وسائل منع الحمل غير الهرمونية كخيار أول،أساليب تعتمد على البروجسترون،اللولب المحتوي على البروجسترون أو حبوب البروجسترون.
الهرمونات البديلة لإنقطاع الطمث: من المستحسن أن تكون أولى الخيارات غير الهرمونية مثل البايفوسفونيت أو معدلات هرمون الإستروجين الإنتقائية لهشاشة العظام،و هرمون الإستروجين للأعراض المحلية.
و إذا كان العلاج بالهرمونات ضروري بعد الشفاء من السرطان،فالعلاج بهرمون الإستروجين فقط أو علاج بهرمون الإستروجين بالإضافة لوضع جهاز داخل الرحم معبأ بالبروجسترون قد يكون الخيار الأكثر أمانا من إعطاء برنامج علاجي مشترك.